في إطار الجهود الدولية للحد من هدر المياه ومكافحة تلوثها أطلقت منظمة الأمم المتحدة حملة تستمر عقدا" من الزمن ابتدأت يوم الثاني والعشرين من آذار عام 2005 ذكرى يوم المياه العالمي وتنتهي عام 2015 وذلك تحت شعار: المياه من أجل الحياة.
و أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 1.6 مليون طفل يموتون كل عام بسبب أمراض ناجمة عن تلوث المياه، حيث يموت حوالي 40000 طفل يومياً بسبب نقص المياه العذبة.
وتشير الإحصائيات إلى أنّ 80% من أمراض مواطني العالم الثالث تُسببها المياه الملوثة، و أن مليار شخص في الدول النامية يُعانون من نقص مياه الشرب النقية.
وحسب اليونيسيف فإن كل شخص بحاجة إلى 20 لتر من المياه يوميا للشرب وغسل اليدين وطبخ وجبة بسيطة ودون ذلك يصبح عرضة للأمراض.
إن الأرقام السابق ذكرها آنفا" توضح حجم المهمة التي تواجه العالم من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي تطالب بتقليل نسبة الذين لا يحصلون على المياه النظيفة والصرف الصحي إلى النصف بحلول عام 2015.
لذلك كان علينا جميعا"أفرادا" ومؤسسات رسمية ومنظمات شعبية مسؤولية الحفاظ على الثروة المائية ومكافحة كل مظاهر تلوثها حفاظا" على استمرارية حياتنا ومستقبل أجيالنا القادمة مثلما كان على الدولة مهمة البحث عن مصادر مائية بديلة غير تقليدية لتأمين الإحتياجات المائية المتزايدة يوما" بعد يوم لجميع السكان في المدينة والريف.
والدعوة موجهة للجميع دون استثناء وقد حان الوقت لتبني ثقافة مائية أكثر تقشفا"قبل أن يقع الخطر الذي لا يستثني أحد. فالتنمية الحقيقية للموارد المائية لها حدودها النظرية والعملية وهي مكلفة اقتصادياً وتتطلب زمناً طويلاً غير أن ترشيد استخدام المياه مسألة في متناول اليد ولا تتطلب إمكانيات اقتصادية أو فنية كبيرة.